لطالما كان لأفراد الشرطة بدولة الإمارات العربية المتحدة مواقف متميزة في التضحية والبطولة من أجل إنقاذ المواطنين والمقيمين على أرض الوطن ولطالما حملتهم حماستهم لبذل المزيد من العطاء وخاصة أنهم تربوا في كنف تجربة أمنية رائدة في عصرنا الحديث والأمثلة كثرة وعديدة وقد تكون غائبة أو غير مرئية بالنسبة للإنسان ، لكنها واضحة وضوح الشمس في ملفات الكفاءة الأمنية .
بداية الحكاية :
في أحد فنادق المدينة حيث تسكن فتاتات قررتا الخروج للتسوق والنزهة كان القدر في الجانب الآخر يوصي لهما بحياة جديدة ترى ماذا حدث ؟
كان بطل حكايتنا الرقيب أول محمد جاسم الحوسني من وحدة الاسعاف والانقاذ بأبوظبي ، وأحد زملائه في طريقهم إلى محطة تعبئة الوقودعلى طريق مطار أبوظبي الدولي ، وكانت المحطة مزدحمة بالسيارات كعادتها في كل ليلة خميس من ليالي الأسبوع ، وكان الحوسني قد أنهى دوامه الرسمي وقرر مع زميله التجوال في المدينة في وقت متأخر في تلك الليلة .
لم يكون الحوسني يعرف أن القدر اختاره تلك الليلة لينقذ حياة الآخرين وخاصة أنه كان يعمل بوحدة تختلف مهامها عن رجال النجدة إلا أن خبرته السابقة وعمله بغرفة العمليات المركزية وشرطة النجدة سابقا ساهما في ارتفاع الحس الأمني لديه .
عندما توقف الحوسني وزميله في محطة الوقود تسلل صوت همهمات إلى أذنه ، التفت إلى السيارات المجاورة لكنه يم ير شيئاً يشير إلى تلك الأصوات ، كان الليل ساكناً ولا صوت سوى صوت محركات السياراتالتي تملأ محطة الوقود ، إلا أن الصوت عاد مرة أخرى للظهور وشعر الحوسني لحظتها ان هناك شيئاً مثيراً يدور بالقرب منه ، وفي تلك اللحظة انطلقت سيارة ذات دفع رباعي باتجاه الشارع بعد أن ملأ صاحبها خزانها بالوقود وكانت عيني الحوسني تتبع السيارة وهي تذهب مسرعة ، وفي لحظة تشبه ومضات البرق لحظ الحوسني رأس فتاة يمتد من باب تلك السيارة إلا أن يداً خفية امتدت لتسحبها داخل السيارة مجدداً ومحكم اغلاق الباب .
ماذا فعل البطل ؟
لم يتهاون الحوسني في تلك اللحظة وشعر أن الرأس الذي امتد من باب تلك السيارة ما هو إلا صرخة إنقاذ وجهت إليه لأنه كان في الوقت المناسب والمكان المناسب ، وهكذا بدأ الحوسني رحلة الشجاعة والتميز والبطولة .
أدار الحوسني محرك سيارته مستخدماً أضواء وصوت (الدورية) بالرغم من أنه غير محول له القيام بمهام (شرطة النجدة) إلا ان الحس الأمني والإخلاص والتفاني ونقاء الضمير صفات من صفمات شجعان شرطة أبوظبي فما كان من الحوسني إلا أن استوقف السيارة للتأكد مما يحصل فيها وفعلاً توقفت تلك السيارة وعندما ترجل الحوسني على قدميه باتجاهها انطلقت تلك السيارة هاربة باتجاه منطقة الشهامة .
فتأكد الحوسني لحظتها أن احساسه لم يخب فاتصل وقتها بالعمليات المركزية شارحاً لهم الوضع وطالباً منهم إغلاق دوار الشهامة في وجه السيارة ذات الدفع الرباعي .
يقول الحوسني : كان احساسي أن هنالك جريمة ستقع وشعرت أن لا خيار لي لحظتها سوى منع وقوع هذه الجريمة التي لم أكن أعلم تفاصيلها ، لكن شعوري كان يؤكد أن هناك احداً بحاجة لي في تلك السيارة فتوكلت على الله وقررت إنقاذ من فيها مهما كان الثمن .
كانت السيارة تقاد بسرعة جنونية وكان الحوسني يتبعها ويطلق من مكبرات الصوت التي بحوزته انذاراً لقائدها بالتوقف مؤكداً له أن محاولته في الفرار والهروب عديمة الجدوى إلا أنه لا مجيب لمن تنادي ، واستطاعت السيارة عبور دوار الشهامة قبل وصول الشرطة لإغلاقه إلا أن الحوسني أًر على مطاردته بالرغم من أن السيارة الهاربة انعطفت باتجاه طريق سويحان حيث الرمال تغطي المساحة المجاورة له، كان إصرار الحوسني للتصدي للجريمة كبيراً وقوياً مما أدى إلى فقدان سائق السيارة الهاربة السيطرية على مركبته فاصطدمت بالحاجز المبني على يسار الطريق وهنالك توقفت السيارة بعدما تعطلت وهرب السائف باتجاه المنطقة الرملية .
يقول الحوسني : عندنا نزلت إلى السيارة انا وزميلي شاهدنا شاباً يجلس في الكراسي الخلفية ويحتجز فتاتين وبجانبه عينات من السلاح الأبيض وقناني من الخمور ، إلا أن هول المفاجأة أصابه بالذهول مما أفقده القدرة على استخدام الأسلحة .
في تلك اللحظة وصلت سيارة الإسعاف ودورية المرور فترك الحوسني مهمة استكمال عملية الانقاذ لهما وانطلق وحيداً باتجاه الرمال مهرولاً على قدميه ، باحثاً عن السائق الخاطف واستطاع رؤيته والتقرب منه وعندما أوشك على الإمساك به حاول الهارب الإعتداء عليه ولاذ بالفرار مجدداً إلا ان الحوسني كان مصراً على القبض عليه ، وفعلا قام بمطاردته على قدمية حتى أمسك به لتصل دورية الشرطة وتقتاده إلى المخفر .
يقول الحوسني : عندما اتصلت بغرفة العمليات نبهني زملائي بأن الهاربين قد يكون بحوزتهم سلاح ، وأنا كنت أعزل ونصحوني بالإبتعاد وعدم الاقتراب من الهاربين خوفاً على حياتي لكني ارتأيت انقاذ حياة الآخرين والتضحية لأنهما أساس العمل الشرطي ، فهكذا تربينا في مدرسة الإخلاص ، أن نفضل الآخرين على أنفسنا لتحقيق الأمن والأمان لدولتنا الحبيبة .
خطف من أجل الاعتداء
كان الفتاتان مصابتين بجروح طفيفة وقد تم اسعافهما وثبت من أقوالهما في التحقيق أن أحد الخاطفين كان يسكن معها في نفس الفندق الذي تقيمان فيه وأنه وزمليه قاما بخطف الفتاتين من عند باب الفندق بدفعهما في السيارة دون أن يلحظ أحد مشهد الخطف ، وكان هدفهما الاعتدا عليهما ، ولا أحد يعلم ماذا كان سيحدث بعد الاعتداء .
يقول الحوسني : إن حالات الخطف والاعتداء عادة ما تنتهي بقتل الضحية من أجل أن يدفن السر معها ونحن في دولة الامارات نجد أن هذا النوعمن الجرائم دخيل على مجتمعنا الأخلاقي والمحافظ ، وهذا النوع من الجرائم نادر جداً ، وأشكر الله لأنه أتاح لي الفرصة لإنقاذ هاتين الفتاتين مؤكداً أن التدريب والتأهيل اللذين حصل عليهما من شرطة أبوظبي كان لها دور كبير في تحقيق تلك النتيجة الايجابية المتمثلة في إنقاذ أرواح الآخرين .
شرطة أبوظبي قامت بتكريم الرقيب أول محمد جاسم الحوسني متمثلة بحضور سهادة اللواء محمد خميس الجنيبي لينضم الحوسني إلى فئة المتميزين بشرطة أبوظبي .
يقول الحوسني إن هذا التكريم وسام على صدره وحافز له في حياته الشرطية ليقدم الكثير والكثير للوطن والمساهمة في تحقيق أعلى معدلات الأمن فيه تحقيقاً لسلامة المواطنين والمقيمين مشيراً إلى أن ما قام به من دور بطولي هو واجب محتم على كل انسان مقيم على هذه الأرض .
بداية الحكاية :
في أحد فنادق المدينة حيث تسكن فتاتات قررتا الخروج للتسوق والنزهة كان القدر في الجانب الآخر يوصي لهما بحياة جديدة ترى ماذا حدث ؟
كان بطل حكايتنا الرقيب أول محمد جاسم الحوسني من وحدة الاسعاف والانقاذ بأبوظبي ، وأحد زملائه في طريقهم إلى محطة تعبئة الوقودعلى طريق مطار أبوظبي الدولي ، وكانت المحطة مزدحمة بالسيارات كعادتها في كل ليلة خميس من ليالي الأسبوع ، وكان الحوسني قد أنهى دوامه الرسمي وقرر مع زميله التجوال في المدينة في وقت متأخر في تلك الليلة .
لم يكون الحوسني يعرف أن القدر اختاره تلك الليلة لينقذ حياة الآخرين وخاصة أنه كان يعمل بوحدة تختلف مهامها عن رجال النجدة إلا أن خبرته السابقة وعمله بغرفة العمليات المركزية وشرطة النجدة سابقا ساهما في ارتفاع الحس الأمني لديه .
عندما توقف الحوسني وزميله في محطة الوقود تسلل صوت همهمات إلى أذنه ، التفت إلى السيارات المجاورة لكنه يم ير شيئاً يشير إلى تلك الأصوات ، كان الليل ساكناً ولا صوت سوى صوت محركات السياراتالتي تملأ محطة الوقود ، إلا أن الصوت عاد مرة أخرى للظهور وشعر الحوسني لحظتها ان هناك شيئاً مثيراً يدور بالقرب منه ، وفي تلك اللحظة انطلقت سيارة ذات دفع رباعي باتجاه الشارع بعد أن ملأ صاحبها خزانها بالوقود وكانت عيني الحوسني تتبع السيارة وهي تذهب مسرعة ، وفي لحظة تشبه ومضات البرق لحظ الحوسني رأس فتاة يمتد من باب تلك السيارة إلا أن يداً خفية امتدت لتسحبها داخل السيارة مجدداً ومحكم اغلاق الباب .
ماذا فعل البطل ؟
لم يتهاون الحوسني في تلك اللحظة وشعر أن الرأس الذي امتد من باب تلك السيارة ما هو إلا صرخة إنقاذ وجهت إليه لأنه كان في الوقت المناسب والمكان المناسب ، وهكذا بدأ الحوسني رحلة الشجاعة والتميز والبطولة .
أدار الحوسني محرك سيارته مستخدماً أضواء وصوت (الدورية) بالرغم من أنه غير محول له القيام بمهام (شرطة النجدة) إلا ان الحس الأمني والإخلاص والتفاني ونقاء الضمير صفات من صفمات شجعان شرطة أبوظبي فما كان من الحوسني إلا أن استوقف السيارة للتأكد مما يحصل فيها وفعلاً توقفت تلك السيارة وعندما ترجل الحوسني على قدميه باتجاهها انطلقت تلك السيارة هاربة باتجاه منطقة الشهامة .
فتأكد الحوسني لحظتها أن احساسه لم يخب فاتصل وقتها بالعمليات المركزية شارحاً لهم الوضع وطالباً منهم إغلاق دوار الشهامة في وجه السيارة ذات الدفع الرباعي .
يقول الحوسني : كان احساسي أن هنالك جريمة ستقع وشعرت أن لا خيار لي لحظتها سوى منع وقوع هذه الجريمة التي لم أكن أعلم تفاصيلها ، لكن شعوري كان يؤكد أن هناك احداً بحاجة لي في تلك السيارة فتوكلت على الله وقررت إنقاذ من فيها مهما كان الثمن .
كانت السيارة تقاد بسرعة جنونية وكان الحوسني يتبعها ويطلق من مكبرات الصوت التي بحوزته انذاراً لقائدها بالتوقف مؤكداً له أن محاولته في الفرار والهروب عديمة الجدوى إلا أنه لا مجيب لمن تنادي ، واستطاعت السيارة عبور دوار الشهامة قبل وصول الشرطة لإغلاقه إلا أن الحوسني أًر على مطاردته بالرغم من أن السيارة الهاربة انعطفت باتجاه طريق سويحان حيث الرمال تغطي المساحة المجاورة له، كان إصرار الحوسني للتصدي للجريمة كبيراً وقوياً مما أدى إلى فقدان سائق السيارة الهاربة السيطرية على مركبته فاصطدمت بالحاجز المبني على يسار الطريق وهنالك توقفت السيارة بعدما تعطلت وهرب السائف باتجاه المنطقة الرملية .
يقول الحوسني : عندنا نزلت إلى السيارة انا وزميلي شاهدنا شاباً يجلس في الكراسي الخلفية ويحتجز فتاتين وبجانبه عينات من السلاح الأبيض وقناني من الخمور ، إلا أن هول المفاجأة أصابه بالذهول مما أفقده القدرة على استخدام الأسلحة .
في تلك اللحظة وصلت سيارة الإسعاف ودورية المرور فترك الحوسني مهمة استكمال عملية الانقاذ لهما وانطلق وحيداً باتجاه الرمال مهرولاً على قدميه ، باحثاً عن السائق الخاطف واستطاع رؤيته والتقرب منه وعندما أوشك على الإمساك به حاول الهارب الإعتداء عليه ولاذ بالفرار مجدداً إلا ان الحوسني كان مصراً على القبض عليه ، وفعلا قام بمطاردته على قدمية حتى أمسك به لتصل دورية الشرطة وتقتاده إلى المخفر .
يقول الحوسني : عندما اتصلت بغرفة العمليات نبهني زملائي بأن الهاربين قد يكون بحوزتهم سلاح ، وأنا كنت أعزل ونصحوني بالإبتعاد وعدم الاقتراب من الهاربين خوفاً على حياتي لكني ارتأيت انقاذ حياة الآخرين والتضحية لأنهما أساس العمل الشرطي ، فهكذا تربينا في مدرسة الإخلاص ، أن نفضل الآخرين على أنفسنا لتحقيق الأمن والأمان لدولتنا الحبيبة .
خطف من أجل الاعتداء
كان الفتاتان مصابتين بجروح طفيفة وقد تم اسعافهما وثبت من أقوالهما في التحقيق أن أحد الخاطفين كان يسكن معها في نفس الفندق الذي تقيمان فيه وأنه وزمليه قاما بخطف الفتاتين من عند باب الفندق بدفعهما في السيارة دون أن يلحظ أحد مشهد الخطف ، وكان هدفهما الاعتدا عليهما ، ولا أحد يعلم ماذا كان سيحدث بعد الاعتداء .
يقول الحوسني : إن حالات الخطف والاعتداء عادة ما تنتهي بقتل الضحية من أجل أن يدفن السر معها ونحن في دولة الامارات نجد أن هذا النوعمن الجرائم دخيل على مجتمعنا الأخلاقي والمحافظ ، وهذا النوع من الجرائم نادر جداً ، وأشكر الله لأنه أتاح لي الفرصة لإنقاذ هاتين الفتاتين مؤكداً أن التدريب والتأهيل اللذين حصل عليهما من شرطة أبوظبي كان لها دور كبير في تحقيق تلك النتيجة الايجابية المتمثلة في إنقاذ أرواح الآخرين .
شرطة أبوظبي قامت بتكريم الرقيب أول محمد جاسم الحوسني متمثلة بحضور سهادة اللواء محمد خميس الجنيبي لينضم الحوسني إلى فئة المتميزين بشرطة أبوظبي .
يقول الحوسني إن هذا التكريم وسام على صدره وحافز له في حياته الشرطية ليقدم الكثير والكثير للوطن والمساهمة في تحقيق أعلى معدلات الأمن فيه تحقيقاً لسلامة المواطنين والمقيمين مشيراً إلى أن ما قام به من دور بطولي هو واجب محتم على كل انسان مقيم على هذه الأرض .